لاغنى يدوم ولا فقر يبقى ــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق- 18-11-2018 قصص الصحابة والسلف الصالح دروس وعبر ومن هذه القصص قصة وائل بن حجر ومعاوية بن ابي سفيان من القصص التي تحوي دروس وعبر فمن هو وائل بن حجر وما هي قصته مع معاوية وائل بن حجر بن سعيد بن مسروق بن وائل بن النعمان بن ربيعة بن الحارث بن عوف بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن شرحبيل بن مالك بن مرة بن حمير بن زيد الحضرمي، أبو هنيدة الحضرمي‏.‏كان قيلاً من أقيال حضرموت، وكان أبوه من ملوكهم‏.وكان أبوه من ملوكهم‏.‏ وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بشر أصحابه بقدومه قبل أن يصل بأيام، وقال‏:‏ يأتيكم وائل بن حجر من أرض بعيدة، من حضرموت، طائعاً راغباً في الله عز وجل وفي رسوله، وهو بقية أبناء الملوك‏.‏ فلما دخل عليه رحب به وأدناه من نفسه، وقرب مجلسه وبسط له رداءه، وأجلسه عليه مع نفسه، وقال‏:‏ اللهم، بارك في وائل وولده‏.‏ واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الأقيال من حضرموت وأقطعه أرضاً، وأرسل معه معاوية بن أبي سفيان، وقال‏:‏ أعطها إياه‏.‏ فقال له معاوية‏:‏ أردفني خلفك وشكى إليه حر الرمضاء، قال‏:‏ لست من أرداف الملوك‏.‏ فقال‏:‏ أعطني نعلك‏.‏ فقال‏:‏ انتعل ظل الناقة‏.‏ قال‏:‏ وما يغني ذلك عني ?‏!‏ وقال للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن أهلي غلبوني على الذي لي‏.‏ قال‏:‏ أنا أعطيك ضعفه‏.‏ ونزل الكوفة في الإسلام، وعاش إلى أيام معاوية ووفد عليه فأجلسه معه على السرير، وذكره الحديث‏.‏ قال وائل‏:‏ فوددت أني كنت حملته بين يدي‏.‏ وائل بن حجر الحضرمي، سليل ملوك اليمن، قدم على رسول الله صل الله عليه وسلم معلنًا إسلامه، وكان صل الله عليه وسلم قد قال لأصحابه قبل وصول وائل: «يأتيكم بقية أبناء الملوك»! فلما أتى وائل رحّب به النبي صل الله عليه وسلم وأدناه، ثم أعطاه أرضًا نظير ما ترك خلفه من المُلك والزعامة، وأرسل معه معاوية ابن أبي سفيان ليدله على الأرض، وكان معاوية وقتها من شدة فقره لا ينتعل حذاءً ! فقال معاوية لوائل : أردفني على الناقة خلفك فقال وائل : ليس شحًا بالناقة ولكنك لست رديف الملوك فقال معاوية : إذن أعطني نعلك ! فقال له وائل : ليس شحًا بالنعل، ولكنك لستَ ممن ينتعل أحذية الملوك ! ولكن امشِ في ظل الناقة ! ثم أخذ الزمن يدور، وولى الفاروق معاوية على الشام، ثم أبقاه عثمان، ثم صار ما تعرفون بين علي وعثمان إلى أن قُتل علي وآلت الخلافة إلى معاوية، وجاء وائل إلى الشام وقد جاوز الثمانين، ودخل على معاوية، وكان جالسًا على كرسي الملك، فنزل وأجلس وائلًا مكانه، ثم ذكّره بالذي كان بينهما فيما مضى، وأمر له بمالٍ، فقال وائل : أعطه من هو أحق به مني، ولكني وددتُ بعد ما رأيت من حلمك لو رجع بنا الزمان لأحملك يومها بين يديّ ! عن وائل بن حجر قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ‏:‏ ‏{‏غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الْضَّالِيْنَ‏}‏ فقال‏:‏ آمين، مد بها صوته‏.‏ لا غنى يدوم ولا فقر يبقى اقتصد في علاقاتك وتعاملاتك فالدنيا دواره ؟!!

تعليقات