~~~~~ أنـــا و الــبــحــــر ~~~~~
شعر نبيل رجب البلطيمى المصرى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بينى و بين البحر اسرارٌا طوال
و البحر يصمت .. لا يبوح بما حصل
هو لا يبوح بما كنا ...نمارسه
من اشتياق و حنين و أمل
وأنا أغافلهُ و أحكى عن الهوى
و لربما لمعت دموعى فى المقل
أشهد على نفسى بأنى ربما
اكشف الأسرار .. أمــا البحر لا .. !!
البحر صاحب صموت مؤتمن
وانا ابوح ببعض سر لا يـُقال
و البحر لا يغضب ولا يجافينى
وكلما القاه ..
يــفرح بالــ لقاء
ولا يعاتبنى .. ! .. لكن يلاعبنى
و يدنينى اليـــهِ .. وأنــا أدنيه مـــنى
و نعيد ذكرى ..
احزن لها و تــُبكينى
و البحرُ يغسل مقلتـيـَــا
هو و النسيمُ
و برفق يربت وجنتـيـَـا ..
يواسيــني ... !!
......................................
يا صيف بلطيم الذى ..انضجتَ فىَّ
عــواطـفــًـَا جـمـحـتْ
هذبتهــا و رعيتهــا وجعلتهــا
ســـرًا دفيـنـــًا و مشاعرًا قد رحرحت
ضَـمــَـنــْتــَها الروحَ وما بــرِحـَـت
يا صيف بلطيم أنــا لا أنسى
هبة الريح و صخب الموج
والصبايا الخـَفـِرَاتٌ خـطوهـــن ..
كفراش يمطر الزهر بأحلى القـُبَلِ
وأنعم الرمال و أجمل البحار
تتبارك بالخطى و الأمـــلِ
من شهيات الـلـمــا .. ساحرات المقلِ
...................................................
و النسائم و رزاز الماء ..
و اصوات الصغار .
وسطوع الشمس ..
و بهجة النهار
و الفتى الغطاس فوق البرج .. !!
يطلق فى جنون صوت الصافرة
وينادى : احذروا العمق و شدة التيار ..
الراية السوداء مشـــرعة ً
وأنــا أنبهكم فحذارًا و حذارًا و حذارْ
لحظة ... و صرخة تقطعت .. !!
فصراخ و عويل .. ثم هـرجٌ و مـَرَجْ
ثم ساد الخوف و اشتد الصراخ ... !!!
ادركوا رضوى ... !!
رضوى تغرق أدركوها .. انقذوها .. !!
.......................................
كيف كنت أنــا ... ؟؟؟
و كيف كان اقتحامى الموج و العوم اليها .. ؟
كيف كانت ضربات الذراعـــين شمالى و يمينى
كيف كانت قدماى و ساقاى .... ؟؟
تضرب الماء الثخين .. ؟؟
لا تسلنى .. كان همى .
أن أرد الموت عن رضوى الجميلة .. !!!
كان من خلفى الفتى الغطاسُ
يـشــدُ شــــدًا
طوقَ من أجل النجاة ... !!!
و الله فى عون الجميع
يهدى لنا سـُبلَ النجاح
و بـــهــدى الهادى كاتب الآجال
لم تزل رضوى .. تدب بها الحياة
و سحبنا غادة الشاطىء رضوى
فوق طوف للنجاة
وأكف الناس لـلـسـمــاء مشرعــة
و الدعـــا الصادق يلهج
ربنا ما خاب فيك رجــاءُنــا
.......................................
و وصلنا بالجميلة
من الموت معافةٍ سليمة
و الزحام حولها ... و الأم الرحيمة
تسأل الناس دعوها تتنفس .. !!
و الطبيب المسعف يلهث .
وهو يصرخ : أفسحوا لى أفسحوا..
و تولاها وأخرج من صدرها و البطن
لتر ماءٍ
أو هو أكثر
كان يضغط فوق صدرها و البطن
فتندفع من فمـهـا المياة
والذى أحسسته فى داخلى
غيرة راحت بصدرى تشتعل
فى فؤادى .. فتكاد
تخرج من وجهى المـُـقـَـل
و سحبت ملآة تحت المظلة
و فردتها فوق رضوى فى عجل
و حملتها لبيتها و سقيتها ...
كوبــًا من النعناع المُحَلَى بالعسل
و استراحتْ .. ثم نامتْ
فانصرفتُ و أهلــهــا يتــشكرون
وانا اتمتم فى خجل
إنما رضوى و نجوى شقيقتى
اختان لى .. بـلا جدال أو جدل
..............................................
فى الصـــبـح ... بكـــرتُ
إلى الشط الجميل انتظر
ان ارى رضوى و أستجلى الخبر
مر بائع النرجس ( صديقى )
اهدانى باقة دونما ثمن
و سألت نجوى شقيقتى :
لما لا تأتي الى الشط الجميل .. ؟؟
نجلس و نستقبل نسيم الصبح
فنسبق البشر
ضحكت طويلاً و استغرقت
فى ضحكها و تكلمت
من بين قـهـقـهـاتـهـا
الوقت دون الثامنة
ومن تراقب طيفها ..
تنام مثل شوال رمل او حجر ... !!!
فقذفتها بالنرجس النادى
فجرت سريعة نحو أمى ...
تختبىء فى صدرها
كى تـتـقــى منى الخطر
ورجعت نحو الشط و الشيزلونج
أتصنع الهدأة و اسمع المذياع
مثل من تعاطى بــنـــــج
وأرزل الوقت بطيئـــًا و سمج
ربع ساعة
نصف ساعة
ساعة .. و أعلن المذيع
هنا اذاعة B B C من لندن
و قد اعلنت دقات بج بن تمام التاسعة
اما فى مصر فالساعة الآن
( إحدى عشر )
.............................................
اشرقت رضوى تتأبط زند نجوى
مقبلات نحوى و أنا :
زغرد الحب بصدرى و الجوى
وتفكرت ؛ ما عساى قائلٌ
وما تقول الغالية ؟؟
أىُ سر ٍ تَــكــْـــتُـمُ
فى الجـِفـُونِ و فى المـُقـَلْ .. ؟؟
و الـلــواحظُ كاشـِفـَاتٍ مـَا حـَصـَلْ
واختلاجاتُ الرموشِ و سـِحـْرَهـَا
بــُحـْـنَ لى بـِمـَا أخـْفـَى الـخـَجـَلْ
و الخـُطـَى ليـْسـَتْ خـُطـَاها وإنما
خـَطـْو ريــــمٍ شـَابـَهُ بعضُ الوَجـَلْ
و وَشـَى الحـَالُ بـِمـَكـْنـُونِ الـفـُؤادِ
مـِن غـَرَامٍ و اشـْتـِيـَاقٍ و أمـَلْ
سـِحـْـرُ عَـيـْنـَيـْها دَعـَانـِى لـلـْـهـَوى
و لـَمـَــــاها تـَدْعـُوَانـِى لـِلـْقـُـبـَلْ
أيـْنَ مـِنـَا خـُلـْوَةٌ نـَجـْنـِى بـِهـَا
ثـَمـَراتِ الـشـَّوقِ حـُلـْوَة كـَالـْعـَسـَلْ
تـَالله إن لـَم نـَفـْعـَلـَنَ ؛ فـَقـَدْ صـَدَقْ
ِ
مـَنْ فـَال يومــًا :
( و مـِنَ الـْحـُبِ مـَا قـَتـَلْ )
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
شعر نبيل رجب البلطيمى المصرى
تعليقات
إرسال تعليق