#ليــــلي_الجبـــــــــار
ألا أيها الليل الطويل الساجي ...
لا تزد شجوني رحماكَ بي ارفق ...
فقلب من أحببتُها عاتي جبار
كم أسلمتها نبض قلبي وروحي ...
بالحب طواعية ولكن فعلها القاسي ...
كم كان مرٌ كأسه شديد غدار
أيا أيها الليل الطاغي الباغي ...
أأنت سرمدي بالحزن ساطع ...
أما لك من نهاية ...
أوا ليس لك شوق للنهار
تلعب على دقات قلبي المكلوم ...
فتفور الذكرى طوفاناً ...
فتنهمر الدموع ...
وتشتعل ثورات الحنين إليها ...
ممزوجة بالمرار
أما يكفيكَ ماأحرقت من قلوعي ...
أما يشفيكَ ماأحتسيت من دموعي ...
وكلما ناشدتُكَ كفى ...
أراك تزيد عليَّ النار
فلا بوركَ فيكَ من ليل عنيد ...
كلما قضيت أنا على ذكرى ...
أراك لا تكِل فتأتيني ...
بكل جيش عرمرم جرار
فخبرني بالله عليك ...
أأنت ليلي الذي كنت أعشقه وأعرفه ...
أم إنك للحبيب ...
جنده وسيفه المسلول البطار
أتمزقني وتكويني بحبها ...
وتلصق بي التهم ...
ثم تدَّعي باطلاً أنها تعشقني ...
فبالله كف عن زيف هذه الأفكار
لو كانت نيران أشواقي الحارقة ...
تصيبها أو تصلها ...
لصارت رماداً يُذر ...
من لفحة الهجير وقسوة الشرار
ناشدتُك ربي أن تحرسها ...
وتحميها من لفحاتي ...
فكم أنا لها عاشق مفتون ...
من رشف شفتيها عذبة الأنهار
مليحة الطلعة خفرية البانِ ...
ساحرة الأعطافِ ...
ما لها في الكون مثيل ...
كم تحوي في كوامنها ...
مدناً للأسرار
كلما اقتربت منها ...
أو تسلقت أسوار مدنها الحصينة ...
ضعت وضاع القلب مني سداً ...
في سحيق جب ماله قرار
حتى أصبحت ...
أسير جيوش فتنتها الناعمة ..
فلم أعد أذكر ..
كيف كان حالي قبلها ..
وهل عشت معها يوماً كما الأحرار
فاليوم صرت رفات عاشق ..
كم كابد في الهوى أهوالاً ..
وكم تبدلت به السبل ..
ولم يبقى له سوى
سبيل الله الواحد الغفار
بقلمـــــــــــــــي
م/ هشــــااام فتحـــــــــــــــي
تعليقات
إرسال تعليق