المهندس المعماري محمد كمال اسماعيل" مهندس توسعة الحرمين الشريفين" ـــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق- 25-12-2018 محمد كمال إسماعيل" اسم لا يعرفه الكثيرون، هل تساءلت يومًا من هو المهندس الذي صمم وأشرف على الحرم المكي حتى خرج بهذا الشكل البديع ؟ وهل تساءلت يومًا من صمَّم أيضاً الحرم النبوي بمآذنه البيضاء وتصميمه الفريد بكل أناقته وجماله وروحانيته؟، تحت هذه التساؤلات انتشرت قصة المهندس والمعماري المصري الدكتور محمد كمال إسماعيل. ‬‬ولد محمد كمال اسماعيل بمدينة ميت‮ ‬غمر دقهلية فى سبتمبر عام‮ ‬1908‮ ‬حيث تلقى تعليمة الأساسى بمدارسها ثم انتقلت اسرتة الى الاسكندرية وانهى بها تعليمة الثانوى فى مدرسة العباسية ثم ذهب الى القاهرة ليلتحق بجامعة فؤاد الاول‮ ( ‬القاهرة‮ ) ‬ودراسة الهندسة ولم تتعد دفعتة سبعة طلاب وقال محمد كمال اسماعيل فى حديث تليفزيونى‮ : ‬انه تتلمذ على‮ ‬يد اساتذة من انجلترا وسويسرا فى الجامعة الا انه تأثر بشدة بفن العمارة الاسلامية ليبدع فيه بعد تخرجة ليكون ملهمه لعمل دراسة شاملة عن المساجد المصرية‮ .‬ كان كمال اسماعيل اصغر من حصل على الثانوية فى تاريخ مصر واصغر من التحق بمدرسة الهندسة الملكية ودائما كان متفوقا كما كان اصغرخريجيها وارسل فى بعثة الى اوروبا للحصول على ثلاث شهادات دكتوراة فى العمارة الاسلامية وكان اول مهندس مصرى‮ ‬يحل محل المهندسين الأجانب فى مصر كما كان أصغر من حصل على وشاح النيل والبكوية‮ . عبقرى مصرى رحل دون ان‮ ‬يعرفه‮ ‬غالبية العرب والمسلمين والمصريين بصفة خاصة ومن بينهم ابناء مهنتة على الرغم من حصولة على البكوية من‮ ‬الملك فاروق تقديرا لجهوده فى اصدار موسوعة مساجد مصر فى اربع مجلدات و منح جائزة الملك فهد فى العمارة عن انجازة الرائع لاكبر توسعة للحرمين لشريفين تخطيطا وتنفيذا الى جانب تصميم و بناء مجمع التحرير ودار القضاء العالى انه دكتور مهندس محمد بك كمال اسماعيل‮ شغف المهندس محمد كمال إسماعيل بالعمارة الإسلامية، سبيلا لإلهامه بالعمل على دراسة شاملة للمساجد المصرية التي أبدع فيها عقب تخرجه، حتى إنه حصل على 3 شهادات دكتوراه في العمارة الإسلامية. أول دكتوراة في الهندسة بعد حصوله على بكالوريوس الهندسة من جامعة فؤاد الأول في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، سافر المهندس محمد كمال إسماعيل إلى فرنسا للحصول علي الدكتوراة التي حصل عليها للمرة الأولى في العمارة من مدرسة بوزال عام 1933، ليكون بذلك أصغر من يحمل لقب دكتور في الهندسة. .‬ ‬موسوعة المساجد المصرية ـــــــــــــــــــ سافر الى فرنسا فى مطلع الثلاثينيات ليحصل على الدكتوراة فى العمارة من مدرسة‮ ‬يوزال عام‮ ‬1933‮ ‬ليكون اول مصرى‮ ‬يلقب بالدكتور فى الهندسة وبعده بعدة سنوات حصل مصرى آخر على الدكتوراة فى الإنشاءات‮ .‬. ‮ ‬وعند عودتة إلى مصر التحق للعمل بمصلحة المبانى الأميرية وأصبح مديرها عام‮ ‬1948‮ ‬وكانت مصلحة المساحة فى ذلك الوقت تشرف على بناء وصيانة جميع المبانى الحكومية فقد صمم مبنى دار القضاء العالى ومصلحة التليفونات ومجمع المصالح الحكومية‮ ( ‬مجمع التحرير‮ ) ‬عام‮ ‬1951‮ ‬بتكلفة مليونى جنية والمبنى بارتفاع‮ ‬14‮ ‬طابقا ووصف المعماريون تصميم المبنى على شكل القوس فكان له دور فى تحديد شكل ميدان التحرير وما‮ ‬يتفرع منه من شوارع وخلال تلك الفترة اصدر‮ ‬د‮. ‬كمال اسماعيل موسوعة المساجد المصرية فى أربعة مجلدات تضمنت تصميمات وطرز المساجد المصرية وسماتها المعمارية التى تعبر عن كل مرحلة من مراحل الحضارة الاسلامية وترجمت وطبعت هذه الموسوعة فى اوروبا ونفذت جميعها ولم تعد سوى بالمكتبات الكبرى وكانت هذه الموسوعة سبب حصوله على البكوية كما صمم وأشرف على بناء مسجد صلاح الدين بالمنيل‮.‬ توسعة‮ ‬الحرمين الشريفين‮ ‬ ــــــــــــــــــــ اختار الملك فهد بن عبد العزيز الدكتور محمد كمال شاسماعيل ليتولى اعمال توسعة الحرمين الشريفين بعد اطلاعة على مجلدات موسوعة المساجد المصرية تم توسعة الحرم النبوى بمعدل سبعة أضعاف لتزيد مساحتة من‮ ‬14‮ ‬ألف متر مربع الى‮ ‬104‮ ‬آلاف متر مربع وتوسعة الحرم المكى لتزداد من‮ ‬265‮ ‬ألف متر مربع إلى‮ ‬315‮ ‬ألف متر مربع ولم تقتصر التوسعات فقط على زيادة مساحة الحرمين الشريفين،‮ ‬ولكنها شملت مشروعات تكييف المكان وتغطيتة بالمظلات والقباب بالإضافة الى جراج للسيارات‮ ‬يسع‮ ‬5‮ ‬آلاف سيارة تحت الأرض وبلغت تكلفة هذه الأعمال‮ ‬18‮ ‬مليار دولار فهى أكبر توسعة للحرمين الشريفين على مدار‮ ‬14‮ ‬قرنا بدأت عام‮ ‬1982‮ ‬واستمرت‮ ‬13‮ ‬عاما‮ .‬ ويقول الدكتور على رأفت أستاذ العمارة بجامعة القاهرة‮ : ‬إن المشروع ادخل فيه احدث التكنولوجيا لتوفير الراحة للمصلين على مدار العام وذلك من خلال استخدام ميكانيزم فتح وقفل الأسقف أتوماتيكيا و‮ ‬12‮ ‬مظلة على شكل خيمة مساحة كل منها‮ ‬306‮ ‬أمتار مربعة وهى مساحة أكبر خيمة على عمود لحماية المصلين‮ .‬ ويقول عنه إنه عشق العمارة الإسلامية رغم تنوع ثقافتة الهندسية فى مدارس معمارية‮ ‬متعددة فبرز ذلك فى أعماله الأقواس والزخارف والأعمدة والأفنية الداخلية التى تحتوى على سلالم وهو ما‮ ‬يتضح فى بناء مجمع الجلاء‮ ( ‬التحرير‮ ) ‬وكما‮ ‬يتضح فى مسجد صلاح الدين بالمنيل والذى‮ ‬يعد تحفة معمارية أقيمت على نسقها عدد من مساجد دول الخليج‮ . ‬ لذلك اطلق على الدكتور كمال اسماعيل العديد من الألقاب منها عبقرى توسعة الحرمين الشريفين و أستاذ الأجيال‮.‬ حياته الخاصة‮ ‬ ـــــــــــــ انشغل بحياتة العملية عن حياتة الخاصة حتى تزوج عام‮ ‬1952‮ ‬وهو فى الرابعة والأربعين وأنجب‮ ‬ابنا واحدا وله حفيدان ومع رحيل زوجتة عام‮ ‬2002‮ ‬ورحيل‮ ‬غالبية اصدقائة زادت حالة الانعزال التى عاشها في‮ ‬شيخوخته فقد توفى قبل أن‮ ‬يكمل‮ ‬100‮ ‬عام بشهر فتوفى فى اغسطس‮‬2008‮

تعليقات